التعليم السعودي متابعات : بعينين متلألئتين ورغبة متقدة نحو النمو لم تقتصر على تخصص دراسته فحسب وإنما امتدت لتشمل علمي التربية والوجود، وبصوته المنخفض، يترك كلامه أثراً بالغاً على الأسماع. قبل تخرجه من المدرسة، لم يكن أمام علي بالبيد سوى تخصصين حقيقيين ليختار بينهما، إما الطب أو الهندسة، وشتته حبه لكل من الأحياء والرياضيات، ولم يكن الاختيار بينهما أمراً يسيراً، ولكن عندما طرأت فكرة التحاقه ببرنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين تفاوت إلى ذهنه الخيار الثالث، لماذا لا يدرسهما معاً؟
فور حصول علي بالبيد على درجة البكالوريوس من جامعة بيتسبرغ بالولايات المتحدة، التحق بدراسته الماجستير في مجال هندسة الطب الحيوي الذي يعشقه. يؤمن بالبيد بتجسيده انعكاس أهدافه الشخصية على كونه جزءًا من برنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين، وبالتالي يؤمن بقدرته على تحقيق ذاته ورد الجميل في الآن ذاته.
لا يرى علي أن الإلهام وليد التعاون فحسب، بل يؤمن بأن بيئة الجامعة التعاونية تولد النباغة، وهذا ما يجعله قادراً على تخطي كافة العقبات في جميع المجالات الأكاديمية.
هذا وتعد كاوست حاضنة لأعداد هائلة من الطلبة ذوي الاهتمامات والتخصصات المختلفة، ولمجتمع بحثي عالمي، على الرغم من أن المملكة قد عانت سابقاً من انخفاض معدلات خريجي الجامعات المشاركين في البحث العلمي.
بالتوازي، يؤمن بالبيد بأن تطور البحث العلمي والابتكارات والتقنية وازدهارها سابق لأوانه وعصره في المملكة مقارنة بدول العالم؛ حيث لم تتطور دولة بمثل سرعتها، وأنه وبخطى متواترة سيكون باستطاعة المملكة تقديم الكثير.
يشيد بالبيد بأكثر الأمور أهمية في برنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين، وهو الإحساس بالانتماء إلى مجتمع علمي بحثي يتشارك جميع أفراده من كافة أقطار المملكة نفس الاهتمامات المتعلقة بالعلوم والهندسة والتقنية، إضافة إلى شبكة داعمة من الزملاء والمعارف.
يقول بالبيد: “في كل عام يلتقي طلبة برنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين وخريجي البرنامج من عدة دفعات، نتعرف على نجاحات بعضنا ونحفز بعضنا البعض للمزيد”. إن وجود هيكل كبرنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين الذي يعمل على خلق التجارب المشتركة والدعم المجتمعي يزيد من فرص المشاركة والعطاء في هذا المجال العلمي، يعزز بالبيد هذا قائلاً: “توفرت لدينا العديد من الفرص للمشاركة في إثراء البرنامج، لا يقتصر الأمر على مجرد الحضور، حيث يقوم العديد منا بالإشراف على برامج تعليمية، البعض الآخر يعمل على تقديم حزمة من ورش العمل، والبعض الآخر يستمتع بتقديم عروض إلقاء حية، مثل بعض الطلبة الذين قدموا لتيدكس”. فاللقاءات السنوية تتيح للجميع فرصة اللقاء إضافة إلى التعاون ما بين بعضهم البعض والاستخلاص لنتائج ملهمة وفقاً لصحيفة الرياض.